سؤال غريب؟ صح؟ فغالباً ما نجد سؤالاً أو درساً أو موضوعاً عن كيف تصور صور رائعة -حلوة يعني- و لكن ليس موضوع عن كيف تبدو أنت أو أنتي رائعاً / رائعة في الصور.
ممممم...دعوني أسألكم أولاً سؤالاً : ياتري كم مرة سمعت عبارة "أنا دايماً بطلع في الصور وحش"؟؟ ياتري أنت نفسك أو أنتي نفسكِ قولتيها قبل كده؟؟ ياتري كام مرة قولتها؟؟ أكيد كتير طبعاً. و مايزيد الطين بلة أو علي رأي أخوانا -الغير مأسوف عليه- القذافي "تو أد أنيصالت تو أنجري To add insult to injury " أننا دائماً ما نري هذه الصور الرائعة لأشخاص يبدون فيها قمة في الجمال و الجاذبية -عمرو دياب بقي و عبد الحليم و سعاد حسني و الدنيا ديه كلها- و يظل لساننا ينطق بالعبارة التي فيها صيغة سؤال أستنكاري"أنا دايماً بطلع وحش في الصور...!! ليه؟ ليه؟؟".
أنا عن نفسي -ككاتب لهذا البوست- قولتها لنفسي و لغيري الآلاف المرات عندما كنت صغير -و حتي فترة قريبة- لدرجة جعلتني أقاطع التصوير و الإستوديوهات، و لم أكن أذهب للتصوير الا في الضرورة القصوي -للمدرسة أو للسجل المدني- و كثيراً ما كنت أشعر بالأحراج و أنا أخرج صوري الشخصية من حافظتي لأقدمها الي الموظف أو الموظفة التي طلبها/تها مني ، و كنت أتوقع دائماً أنني سأكون موضوع سخرية ، و لم يكن توقعي يخيب أبداً ، فسرعان ما كنت أسمع أحدي أشهر العبارات في مصر و هي "إيه يا أبني ده؟ أنت متصور في الأصلاحية؟؟" و تقريباً المرة الوحيدة التي لم أسمع فيها هذه العبارة كانت في أحدي المصالح الحكومية عندما فؤجئت بموظف تبدو عليه الطيبة و الأحترام -و كان هذا نادر الوجود في العصر المبارك- و بالرغم من ان الموظف الطيب كان يبدو مشغول البال بشيئاً ما الي أنه مد يده إلي في أدب لأستلام الأوراق و الصور -وانا يعتريني الشعور بالإحراج بسبب التوقع المعتاد- و لكن الموظف الطيب هذا المرة أثبت لي أن توقعي -ولأول مرة- غير صحيح، حيث أنه أخذ الصور و نظر فيها و أبتسم إبتسامة طيبة و هو يدبسها بالأوراق و الطلب المقدم و قال لي "مع السلامة يا أبني ، تبقي تجئ الأسبوع اللي جاي" حيرتني إبتسامته و سألت نفسي : "هل هذه الأبتسامة إبتسامة طيبة كما أري أما أنها بديل للعبارة المعتادة بتاعة الأصلاحية؟" نظرت الي الموظف و تفرست وجهه جيداً ، فأكتشفت أن إبتسامته هي إبتسامة صادقة، فشكرته بشدة فلأول مرة لا أسمع هذه العبارة التي تجرح الأنسان -و بلاطة الثلج إيضاً- و أحسست بإنني مدين لهذا الموظف الطيب بهذا المعروف الذي صنعه لي ، فقولت له "لقد لاحظت أن حضرتك مشغول البال و تبدو عليك الحيرة أن حضرتك فقدت شيئاً، هل أستطيع أن أساعد حضرتك أو أقدم لك أي خدمة؟" .... إبتسم الموظف الطيب نفس الإبتسامة الطيبة و قال بصوت هادئ "إبن حلال ، و الله النظارة بتاعتي مش لاقيها و عمال أدور عليها من الصبح و أنا مبعرفشي أشوف من غيرها، ممكن تبُص عليها معايا كده؟؟" ....!!!!!!....أبتلعت ريقي و شعرت بيدياً تقبض علي قلبي و تعتصره عصراً ووجدت نفسي و قد صار شكلي كعلامة التعجب التي كتبتها بعد الجملة التي ذكرها الموظف الطيبة صاحب الإبتسامة الساحرة، و قالت له بصوت مرتجف :" حضرتك بتقول مبتعرفشي تشوف من غير النظارة؟؟" فرد بسرعة "أيوه يا ابني؟؟ بس لو ألقيها؟؟" و بسرعة سألته :" و لا الصور؟؟" قال الموظف :"أفندم؟ صور إيه؟؟" فقولت له و أن أدفني ألمي و يائسي و تشاؤمي من صوري "لا ، و لا حاجة يا حاج" و نظرت في أحد الأركان فوجدت نظارته و بجوارها توقعي المعتاد بالسخرية من صوري يخرجي لي لسانه، فأنتزعت النظارة نزعاً من مكانها ، و قدمتها له و قلت له "هي ديه يا حاجة؟" أمسك الرجل بها و هو يصيح "إبن حلال ، و الله أنت واد إبن حلال، لما أشوف أوراقك تاني" و أمسك بالأوراق و الصور مرة أخري و أنا أتمتم في نفسي "خليك أنت بقي إبن حلال و متحرجنيش"......و في الحقيقة أن هذا الموظف كان فعلاً طيب و محترم ، فقد أكتفي بعد أن نظر الي صوري طويلاً بقول "أستغفر الله العظيم " ثم نظر إلي و قال "بعد أسبوعين" و خرجت و أنا سعيد الي حداً ما لأنني لم أسمع عبارة " إيه ده يا إبني؟ أنت متصور
في الإصلاحية؟" .
أسف علي المقدمة الطويلة و القصة المُوجعة -اللي ملهاش لازمة ديه- و أعود لموضوع هذا البوست مرة أُخري و هو "عاوز صورتك تتطلع حلوة؟" إكيد طبعاً الإجابة "أيوة ، عاوز صورتي تتطلع حلوة و زي الفل" أذن سأقول لك و لكي بعض الخطوات البسيطة التي تجعلك تبدو / تبدين أكثر من رائع / رائعة في الصورة ، و لكن قبل أن أقول الخطوات سأطلب منكم أن تنظروا إلي الصورة التي في أعلي هذا البوست، أنها صورة لرضيع صغير ألتقطناها له في الاستوديو و في هذه اللقطة يعلمنا هذا الرضيع كل الخطوات التي ستجعلك و تجعلكي تبدو/تبدي أكثر من رائع/رائعة.
يجب أن تعلم و تعلمي أنه ليس من الضروري أن تصل إلي الكمال من أجل ألتقاط الصورة المثالية لك/لكي فليست الأناقة و الجاذبية هي المطلوبة لكي تبدو جميلاً -و زي الفل- في الصورة. أنظر إلي الصورة المقابلة (و هي من تصوير المصور المبدع زياد العيد )ستجد أن هذا الطفل لم يبلغ من الكمال او الأناقة او الجاذبية شيئاً ، أنه يبدو كطفل فقير يلعب داخل احد السيارات القديمة، و لكن شيئاً مميزاً ستجده و سيجده كل من ينظر إلي هذه الصورة، و هذا الشئ هو الذي يجعل هذا الطفل يبدو رائعاً في هذه الصورة. و هذا الشئ علي وجه التحديد هو المطلوب من حضرتك / حضرتكٍ حتي تبدوا رائعين في صوركم القادمة.
المطلوب منك / منكٍ في المقام الأول هو التخلص من تلك الرهبة التي تعتريكم عند وقوفك أمام الكاميرا، صدقني و صدقيني ليس هناك وحشاً سيخرج لك من عدسة الكاميرا و لن يضحك عليك أحداً أن تعاملت مع الكاميرا علي طبيعتك. أن كل الذي سيحدث لك عندما تقف أمام الكاميرا ليس أكثر من إيقاف الزمن و تسجيل لحظة من حياتك في لقطة، فحاول أن تكون رائعاً -و ليس خائفاً- في هذه اللحظة ، حتي يظل معك تسجيل هذه اللحظة المتمثل في هذه الصورة الي أخر العمر و أنت تفتخر بها لا تتحرج منها. أنظر مرة أخري إلي صورة هذا الرضيع في أعلي هذا البوست، أنه ليس لديه اي خوف أو رهبة من الكاميرا بالمرة، و عندما تقف في المرة القادمة أمام الكاميرا تذكر شجاعة هذا الرضيع و قل لنفسك "لست أقل منه شجاعة"
أذن الخطوة الأولي هي : التخلص من الرهبة.
٢- تخلص من دولابك :

وفي الحقيقة أن العمل الأول المُكلف به المصور -المحترف- هو أن يذهب عنك هذا التنس أو التوتر ، لا أن يزيده بسوء المعاملة -و العكننة- أنظر الي الصورة المجاورة ، أنها لنفس الرضيع الذي بأعلي البوست و ستلاحظ أنه غير متوتر و أنه مبتسم ، فالمصور لدينا و مساعده كانوا يلاعبانه و هذا جعله غير متوتر و بالتالي ظهر بمظهر رائع في الصورة، و هذه المداعبة التي ساعدته علي التخلص من التوتر لهذا فإن الحل لمشكلة التوتر .
يشار إلى أن ضاحية سان- سان دني بغرب باريس يسكنها العديد من أبناء العالم العربي لا سيما من دول المغرب العربي .
0 comments:
Post a Comment